الاثنين، 5 نوفمبر 2012

هانى شاكر: أقول لـ«منير»: لو المشاركة فى برامج المسابقات إحالة للمعاش المبكر.. يبقى الظهور فى الإعلانات «إفلاس»

المصدر جريدة  الوطن 
الغناء الآن مهمة ثقيلة، لأننا نعيش فى وطن قلبه مفتوح ونزيف الدم على أرضه عرض مستمر، هكذا يبرر الفنان هانى شاكر قلة إنتاجه وهبوط مؤشر حفلاته، مثل كل مصرى يشعر بالخوف مما هو قادم من رحم الغيب، يقلب فى دفتر الذكريات باحثا عن ابتسامة تعيد إلى نفسه التوازن، ويتأمل حركة الحاضر بنظرة محايدة.
عاد هانى شاكر مؤخرا إلى الجمهور، من خلال المشاركة فى برنامج «صوت الحياة»، وبينما يرى الرجل هذه العودة جيدة وتليق باسمه، يراها آخرون بمثابة إحالة مبكرة للمعاش، ويطالبونه بالغناء من أجل جمهوره الذى راهن كثيرا على صوته الجميل واختياراته الذكية.
حول المشهد السياسى، وعلاقته بوزير البترول الأسبق سامح فهمى، وحالة الكساد التى ضربت سوق الغناء فى مقتل، أجرينا هذا الحوار مع هانى شاكر.
* يؤمن فريق من الناس بقدرة الفن على تغيير المناخ العام.. فهل تتفق مع هذا الرأى؟
- أنا مؤمن بقدرة الفن على تغيير الحالة المزاجية للناس، ولكن كيف يغنى فنان مرهف الإحساس وسط واقع سياسى مرتبك وشارع سياسى دائم الفوران والغليان، أنا أحاول قدر استطاعتى الوجود وإسعاد جمهورى، ومؤخرا قدمت حفلة رائعة فى مهرجان الإسكندرية للأغنية، وفوجئت بعرض هذه الحفلة مباشرة على شاشة التليفزيون المصرى، وهذا القرار أصدره وزير الإعلام فى محاولة لتهدئة الشارع، ولذا أشكره على هذا التصرف الذى يؤكد إيمانه بدور الغناء.
«سامح فهمى» برىء «من ساسه لراسه».. وخائف من توغل «الإخوان» فى مفاصل الدولة
* هناك من يتهمك بالكسل فى الفترة الأخيرة.. فما تعليقك على ذلك؟
- أنا برىء من هذا الاتهام لعدة أسباب، فى مقدمتها أن سوق الغناء يمر بأزمة كبيرة، ويتم سرقة الألبوم بالكامل بعد دقيقتين من صدوره عبر أعمال «القرصنة» التى تمارَس على شبكة الإنترنت، وإلى جانب ذلك فالغناء أصبح مهمة ثقيلة جدا فى وطن قلبه مفتوح ونزيف الدم على أرضه مستمر.
* المشاركة فى برنامج «صوت الحياة» لاكتشاف المواهب الشابة خطوة تضيف إلى رصيدك أم تسحب منه؟
- بكل تأكيد هى خطوة ترفع رصيدى عند الناس، لأننى أحاول تقديم واكتشاف أصوات غنائية شابة تثرى الساحة الغنائية، وبالمناسبة هذا الدور سبق وقام به الموسيقار الكبير كمال الطويل، والموسيقار محمد الموجى، وأتصور أن برنامج «صوت الحياة» برنامج مهم، وله رسالة شديدة الأهمية، وقد وافقت على هذه التجربة باقتناع تام.
* للمطرب الكبير محمد منير رأى فى الفنانين الذين يشاركون فى هذه البرامج؛ إذ يراهم فى حالة معاش مبكر؟
- محمد منير حبيبى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكنى أرفض أن يصف اتجاه عدد من نجوم الغناء للتحكيم فى برامج الغناء بأنه إحالة للمعاش المبكر، فنحن نقوم بدور مهم ومفيد للمجتمع، حيث أشارك بخبرتى وتاريخى فى إفراز أجيال غنائية جديدة لديها موهبة وحضور، وإلى جانب هذا فأنا مستمر فى عطائى وأبحث عن كلمات وألحان جديدة، وهذا يعنى أننى ما زلت فى الملعب، وأحاول تقديم أعمال ترضى جمهورى، وتنال رضا النقاد.
* وهل هذا يعنى أن يترك الفنان الغناء ويتفرغ لاكتشاف المواهب؟
 هانى شاكر: أقول لـ«منير»: لو المشاركة فى برامج المسابقات إحالة للمعاش المبكر.. يبقى الظهور فى الإعلانات «إفلاس»هانى شاكر مع المحرر ياسر عبدالله
- من قال ذلك؟ أنا لا أرى أى عيب فى المشاركة فى برامج اكتشاف المواهب، وأرى ذلك واجبا على كل فنان لديه رصيد فى قلوب الناس، ولكنى أرفض محاولات التربص والتخفيف من الأشياء، فمنذ سنوات كان الفنان الذى يتوجه للإعلانات يتعرض لحملات من اللوم، ويُتهم بالإفلاس فنيا، وأقصد من كلامى أن أيام زمان كان يقال إن العمل فى الإعلانات إفلاس، لكن فى هذه الأيام بات الإعلان شيئا مبهرا، وإضافة للفنان، ودليلا أيضا على وجوده وتأثيره، والصديق العزيز محمد منير له شعبية كبيرة، ويشارك فى تقديم الإعلانات، وأقصد من كلامى أن هناك أحكاما سريعة على الأشياء، ولأنها وليدة السرعة يظهر أنها أحكام خاطئة، لذا أطالب من يهاجم ظهورى وظهور زملائى فى البرامج بالتريث وعدم العجلة فى الحكم، لأننا نقدم دورا إيجابيا وليس سلبيا، وخاصة أن شركات الإنتاج تخلت عن دورها فى تقديم أصوات جيدة، وراحت تقدم وجوها وأجسادا جميلة فقط لعمل كليبات صارخة ولا تمت للغناء بصلة.
* ما هو مشروعك الفنى المقبل؟
- أشارك بالغناء فى مهرجان «الموسيقى العربية» هذا العام، وتأتى هذه المشاركة بعد غياب عامين عن دار الأوبرا المصرية، كما أقوم بالتحضير لمجموعة غنائية جديدة أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور والنقاد.
الغناء أصبح مهمة ثقيلة لأننا نعيش فى وطن قلبه مفتوح
* وما حقيقة ما تردد عن محاولة شركة إنتاج ضخمة الجمع بينك وبين الفنانة الكبيرة «فيروز»؟
- كانت فكرة مطروحة تحمست لها شركة إنتاج ضخمة منذ ثلاثة شهور، ولكن الفكرة حتى الآن لم تخرج إلى حيز التنفيذ، وبالمناسبة أنا حلم وأمنية حياتى الوقوف على المسرح بجوار القامة الغنائية الكبيرة «فيروز» التى أراها ثروة للشعب العربى كله من المحيط إلى الخليج.
* بعيدا عن الفن.. هل تشعر بأن بوصلة التغيير فى مصر تسير فى الاتجاه الصحيح؟
- منذ عام تقريبا قلت لك إن «مصر بتغرق»، وما زلت عند هذا الرأى، لأن مصر فعلا بتغرق، ونحن نعيش الآن عصر الحقيقة الغائبة، فكل شىء غامض وملتبس ويبحث عن دليل وتفسير، فمنذ أيام صدر حكم قضائى ببراءة كل المتهمين فى «موقعة الجمل»، وكنت أتمنى أن نحترم حكم القضاء، وهذا أبسط شىء لو أننا نريد دولة حقيقية، لكنى فوجئت بحركات احتجاجية واتهامات للقضاء، وهذه الأشياء كلها دليل على أننا نمشى فى الطريق الخاطئ.
* وكيف رأيت قرار إقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ثم التراجع فيه؟
- ما حدث مع النائب العام أكبر دليل على حالة التخبط التى تسيطر على الوطن، فلا يجب المساس بالقضاء لمجرد الاعتراض على حكم قضائى، وكثيرا ما أسأل نفسى: لمصلحة من هدم كل مؤسسات الدولة، ولمصلحة من أن تسيطر جماعة «الإخوان» على مفاصل الدولة؟ وبصراحة شديدة أنا مندهش من موقف «الإخوان»، فقد اختفى «الطرف الثالث» بمجرد صعودهم لكرسى الحكم، ومندهش أيضا من الأحداث التى شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة الماضى، حيث رأينا «موقعة جمل» قادها أفراد من جماعة «الإخوان»، حين صعدوا على منصة القوى الشعبية ودمروها وكسروا كل شىء، ورغم ذلك لم يتم إجراء تحقيق حول هذه الواقعة، فأين العدالة وأين الحقيقة؟
* وكيف ترى أداء الدكتور محمد مرسى بعد مرور مائة يوم على توليه السلطة؟
- بداية، مائة يوم مدة قصيرة جدا ولا تكفى لحل المشاكل المزمنة التى تعانى منها مصر، ومن المؤكد أن الرئيس «مرسى» لم يكن يعلم بحجم التحديات والصعوبات التى تعهّد بحلها، فقد سمعت الأرقام التى قالها فى خطاب «استاد القاهرة»، وبصراحة لا أجدها حقيقية، فما زالت أزمة الاختناق المرورى مستمرة، والأمن لم يعد بشكل كامل، وإلى جانب كل ذلك الناس تتزاحم وتتقاتل على رغيف العيش، وطابور رغيف العيش مشكلة عجز مرسى وجماعته عن حلها.
الغناء مع «فيروز» حلم عمرى.. والفكرة تحت الدراسة وشركة ضخمة تسعى للتنفيذ
* ولكن هل يعجبك أداء الرئيس فى حل المشكلات الاقتصادية التى ألقت بظلالها على كل شىء فى مصر؟
- أنا لست خبيرا فى علم الاقتصاد، ولكنى أرى أن علاج اقتصاد مصر يحتاج لشىء واحد، وهو أن نعمل جميعا ونجتهد لزيادة الإنتاج، فمشاكل وأزمات مصر لن يتم حلها بالاقتراض والسلف من العالم الخارجى، وكارثة أن يقترض شعب «علشان ياكل».
* تربطك صلة قرابة بوزير البترول الأسبق المهندس سامح فهمى، فهل تحرص على زيارته، وإلى أى مدى تؤمن ببراءته؟
- بالطبع أحرص على زيارة المهندس سامح فهمى، ومؤمن إلى حد اليقين ببراءة الرجل، وأرى أنه خدم مصر بكل كيانه، باختصار سامح فهمى برىء من «ساسه لراسه»، وبالمناسبة الكل يعلم أن قرار تصدير الغاز إلى إسرائيل ليس قرار وزير، ولكن قرار رئيس الدولة ورئيس المخابرات، وأنا مؤمن ببراءة سامح فهمى، وأطالب المخلصين بالدعاء له لأنه فعلا برىء، ومن خلال علاقتى به أعرف أنه يخاف ربنا.


2 التعليقات: